( من المؤمنين رجال صدقوا ما عاهدوا الله عليه فمنهم من قضى نحبه ومنهم من ينتظر
وما بدلو تبديلا )
الى أنس بن مالك رضي الله عنه أنه قال : غاب عمي أنس بن النضر عن قتال بدر
فقال : يا رسول الله غبت عن أول قتال قاتلت المشركين لإن الله أشهدني قتال المشركين
ليرن الله ما أصنع...
فلما كان يوم أحد وانكشف المسلمون قال : اللهم اني أعتذر اليك مما صنع هؤلاء يعني
أصاحبه وأبرأ اليك مما صنع هؤلاء يعني المشركين ثم تقدم فاستقبله سعد بن معاذ فقال
يا سعد بن معاذ الجنة ورب النضر اني أجد ريحها من دون أحد.....
قال أنس فوجدنا به بضع وثمانين ضربة بالسيف أو طعنة برمح أو رمية بسهم ووجدناه
قد قتل وقد مثل به المشركون فما عرفه أحد إلا أخته ببنانه.....
قال أنس كنا نرى أو نظن أن هذه الآية نزلت فيه وفي أشباهه :
( من المؤمنين رجال صدقوا ما عاهدوا الله عليه )
تأمل في كلام هذا البطل الجنة ورب النضر اني أجد ريحها من دون أحد.....
ايه يابن النضر طهرت منكم الأقوال والأفعال فشممتم رائحة الجنة فلله درة وعلى الله
أجره وما أقوى يقينه بما أعده الله له.
وكما قال الشاعر :
أتعبت عيني بالبكاء....وأمرت قلبي بالفـــــــداء
ورأيت دمعك حائـرا....قد سال دمعك من عنائي
ترضى الفراق وتشتكي....بعد المسافة والعنـــاء
ورضيت بعدا ساحقا....قد يعتلي أفق السمـــــــاء
أخوكم ومحبكم بالله.......
أبو حمزة الغزاوي.......